أسرار تقوية جهاز المناعة ضد الأمراض

يسعى الجميع لمعرفة أسرار تقوية جهاز المناعة ضد الأمراض،لاسيما أنها تختلف من شخص إلى آخر وتتأثر أساسا بنوعية الحياة وعمر الشخص حيث تجد بعض الأشخاص يستطيعون مواجهة أكثر الأمراض ضراوة،بينما البعض يمكن لنزلة برد القضاء عليهم.جاء تعريف المناعة في علم البيولوجيا هي قدرة الجسم على التصدي لأي شيء يهدد عمله بشكل سليم ، أو يسعى للقضاء عليه، من بينها نجد الأجسام الغريبة مثل الفيروسات والطفيليات. البكتيريا، أو الخلايا السرطانية، وفي بعض الأحيان تعتبر بعض الأعضاء المزروعة أجساما غريبة فيسعى الجسم للتخلص منها.

كيف تعزز جهاز المناعة

إن تعزيز جهاز المناعة يرتكز على تغيير نمط الحياة بشكل جذري، حيث تشير العديد من البيانات المستمدة من الدراسات الوبائية إلى أن النظام الغذائي ، والتدخين ، والنوم ، والنشاط البدني ، ودرجة التوتر ، ونوعية العلاقات البشرية، والبيئة المعيشية كلها تؤثر على جودة استجابة جهاز المناعة.لهذا وجب العمل على هذه المؤشرات لضمان عيش سليم نوعا ما.

نظام غذائي لتقوية المناعة

يعد سوء التغذية السبب الرئيسي الذي يؤدي إلى نقص المناعة، وهو أهم سر من أسرار تقوية جهاز المناعة ضد الأمراض حيث لوحظ أن الأشخاص الأقل مناعة في العالم هم سكان المناطق الأكثر فقرا وهشاشة في العالم. لكن هذا لا يعني أن البلدان المتقدمة في غنى عن هذه الآفة حيث ساهمت شعبية الوجبات السريعة  وهي أغذية غنية بالدهون المشبعة والسعرات الحرارية في تفشيها وهذه الأغذية تفتقر لأهم العناصر التي تتداخل مع وظيفة المناعة وهي على سبيل المثال : الزنك والسيلينيوم والحديد والنحاس والكالسيوم وحمض الفوليك أو فيتامينات أ ، ب 6 ، ج .لذلك وجب على كل فرد التأكد من حصوله على حصص كافية من الفواكه والخضروات والبروتينات و”الدهون الصحية” كل يوم.

لتحفيز جهاز المناعة ، يبدو أن بعض الخضروات أكثر فعالية من غيرها. كما هو الحال بالنسبة للفطر ، وخاصة فطر الشيتاكي والمحار. ولا ننسى الثوم والبصل والكراث أيضًا لخصائصهم المضادة للميكروبات وقد استعملت هذه العناصر منذ القدم من قبل اليونان والفراعنة لمواجهة العديد من الأمراض ولازلت تتبث ذلك في عصرنا الحالي، إذا كانت لديك علامات تدل على ضعف الجهاز المناعي ، فسيكون من المفيد إجراء فحص دم (موصوف من قبل الطبيب) وتقييم عاداتك الغذائية من قبل أخصائي التغذية.

نشاط بدني معتدل

نحن نعلم الفوائد العديدة للنشاط البدني المنتظم: تحسين لياقة القلب والأوعية الدموية ، والحفاظ الجيد على كتلة العضلات ، وتطبيع ضغط الدم ، والتحكم في الوزن وتقليل العديد من عوامل الخطر المرتبطة بالأمراض المزمنة.

بالإضافة إلى تعزيز الصحة الجيدة بشكل عام ، قد يكون للتمرين أيضًا تأثير مباشر على المناعة. من خلال تحسين الدورة الدموية، تسمح التمارين لمواد مختلفة من جهاز المناعة بالتدفق بسهولة أكبر عبر الجسم. بالإضافة إلى ذلك ، فقد لوحظ أن بعض مكونات المناعة يتم تحفيزها عن طريق النشاط البدني.في كبار السن ، تشير بعض الدراسات إلى أن التمارين المنتظمة تساعد في منع تدهور وظيفة المناعة كما يجب تأطير هذه الفئة وتجنب التمارين العنيفة ، لأن الإفراط في التدريب سيؤدي إلى التهابات الجهاز التنفسي العلوي ، مثل نزلات البرد والأنفلونزا.

تجنب الإجهاد والتعب

لا شك أن الإجهاد له تأثير سلبي على الصحة سواء كان يتعرض له جسم الإنسان باستمرار أو لفترات قصيرة. لهذا أصبح الباحثون يركزون اهتمامهم على صلة هذه الضغوطات على صحة الإنسان خصوصا تلك التي تعد جزءا من حياتنا اليومية  الموازنة بين متطلبات العمل والحياة. الأسرة أو رعاية شخص عزيز مريض. يسبب الإجهاد إفراز هرمونات التوتر ، مثل الكورتيزول والأدرينالين. هذه الهرمونات مفيدة جدًا على المدى القصير ، ولكنها ضارة إذا تم إنتاجها لفترة طويلة. ثم تلحق الضرر مباشرة بجهاز المناعة عن طريق تثبيط إنتاج السيتوكينات.

أظهرت بعض الدراسات أن الأشخاص الذين يعتنون بأحبائهم المصابين بمرض الزهايمر لديهم مستويات أعلى من الكورتيزول وينتجون أجسامًا مضادة أقل استجابةً لمحاربات الأمراض والفيروسات.

لتقليل مستوى التوتر، يُقترح تحديد المواقف التي تسبب التوتر والبحث عن طرق للتعامل معها بشكل أفضل (بدلاً من تجنبها). يمكن أن تكون استشارة طبيب نفسي أو معالج نفسي ذات فائدة كبيرة.

مشروبات لتقوية المناعة عند الأطفال

الغذاء الصحي للأطفال هو الشغل الشاغل لكل أم. حيث تسعى دائمًا لضمان سلامة طفلها ومساعدته على النمو، يجب أن يعتاد الطفل منذ البداية على تناول الأطعمة الصحية وتجنب الأطعمة التي تمنحه المتعة فقط.لهذا يجب تحضير مشروبات من حين لأخر لتقوية مناعته.

مشروب الطماطم والبرتقال

عصير البرتقال والطماطم غني بفيتامين سي وهو ممتاز تحفيز مناعة الطفل. فهو يساعده على محاربة العدوى والفيروسات و يعزز أيضا مرونة المفاصل وصحة الجلد. كما أنه يساهم في امتصاص الحديد، وهو معدن ضروري للحفاظ على الخلايا قوية وصحية وهو سر من أسرار تقوية جهاز المناعة.

مشروب العسل الطبيعي والليمون

يوفر الليمون حماية طبيعية مضادة للميكروبات ويمنح الطاقة من خلال كونه مليئًا بفيتامين C الذي يساهم في الأداء الطبيعي لجهاز المناعة ،بينما العسل الطبيعي هو عبارة عن مزيج من فيتامينات ب والأملاح المعدنية والعناصر النزرة. 

مشروب الشاي والبابونج

يعزز شاي البابونج والشاي الأخضر جهاز المناعة لدى الصغار والكبار على حد سواء، من خلال المواد الكيميائية النباتية التي يحتوي عليها. هذه الأخيرة لديها خصائص وقائية وتزيد من مقاومة نزلات البرد والأنفلونزا.

يعتبر شاي البابونج أيضًا مضادًا للالتهابات، لذا فهو خيار رائع إذا كان طفلك تسعل ويعطس.استبدل فنجان القهوة أو الشاي المعتاد بهذين المشروبين في الخريف والشتاء.

الفيتامينات التي تقوي جهاز المناعة

• فيتامين أ: يحفز تكاثر خلايا الدم البيضاء، وإنتاج الأجسام المضادة بواسطة الخلايا الليمفاوية. كما أنه ضروري لوظيفة حاجز الغشاء المخاطي المعوي. الجرعة الصحيحة: 600 إلى 800 ميكروجرام في اليوم. ويوجد فيتامين أ أساسا في الجزر أو اليقطين أو حتى السبانخ. لكن يجب الانتباه في حالة الحمل، فإن المكملات التي تحتوي على فيتامين أ (الريتينول) ، وخاصة زيت كبد السمك ، يمكن أن تكون ضارة وتسبب تشوهات خلقية إذا تم تجاوز الجرعة الموصى بها بشكل كبير.
• فيتامين ج: هو أحد مضادات الأكسدة القوية التي تحمي خلايا الدم البيضاء وتزيد من حركتها. إنه يحفز إنتاج السيتوكينات ، التي ينشط الاستجابة المناعية. يتواجد هذا الفيتامين  في الفواكه والخضروات. الجرعة اليومية الموصى بها هي 110 مجم في اليوم.
• فيتامين هـ: يشير إلى مجموعة من الجزيئات تسمى ألفا توكوفيرول. وهي تتواجد بشكل طبيعي في الطعام، مثل بذور عباد الشمس أو الزيوت النباتية. أظهرت الدراسات أن فيتامين (هـ) يعوض فقدان الاستجابة المناعية بسبب الشيخوخة عن طريق تحفيز إنتاج خلايا الدم البيضاء خاصة في مكافحة التهابات الجهاز التنفسي.

فيتامين د: معروف بتنشيط خلايا الدم البيضاء  اللازمة لصنع الأجسام المضادة والقضاء على الجراثيم. يوجد بشكل خاص في الأسماك الذهنية (كبد سمك القد وزيته ، الرنجة المدخنة ، الماكريل …). ويوجد شكلان هما الأكثر شيوعًا، D2، من أصل نباتي ، و D3 ، من أصل حيواني. لا يوجد فرق في الفعالية بين الاثنين ، ولكن الحد الأدنى الموصى به من تناول 5 ميكروجرام في اليوم يتم تعزيزه بالتعرض اليومي لضوء النهار ، حيث يتم إنتاج فيتامين د بشكل أساسي بواسطة الأشعة فوق البنفسجية .