دلالات لون البول ورائحته

عادة ما تكون رائحة البول الطبيعي محايدة إلى حد ما. وذلك إذا شربت كمية كافية (1.5 إلى 2 لتر يوميًا) وأفرغت مثانتك بانتظام. لكن في بعض الأحيان يمكن أن يكون للبول رائحة قوية، ويمكن أن يكون هناك عدة أسباب. في هذا المقال سوف نتعرف على دلالات لون البول ورائحته.

دلالات لون البول ورائحته

البول هو سائل تفرزه الكلى بعد ترشيح الدم والذي يحتوي على فضلات الجسم وأحيانا بعض بقايا الكريات البيضاء والحمراء والفيتامينات والأملاح المعدنية ومواد أخرى . يتم إخراجها من الجسم عن طريق المسالك البولية (الحالب والمثانة والإحليل). بسبب الطعام أو الدواء أو العدوى أو أثناء الحمل، قد يصبح للبول رائحة ولون غير اعتيادي يثير الشكوك.

كان البول ولا زال إلى يومنا هذا  يستخدم لتشخيص الأمراض وإعطاء أدلة حول صحة الشخص؟. حيث يساعد في تحديد ما إذا كان الشخص يتمتع بصحة جيدة أم لا. يمكن وصف الرائحة بطرق مختلفة ؛على سبيل المثال ، قد يكون للبول رائحة مختلفة أو رائحة مثل السمك أو الأمونيا أو الكحول. قد يكون هناك عدة أسباب لرائحة كريهة أو أكثر شدة في البول.وهذه بعض دلالات لون البول ورائحته.

لون البول أصفر غامق وله رائحة

يرجع اللون الأصفر للبول إلى وجود urobilin، وهو صبغة تتشكل عند تكسير الهيموجلوبين. البول الصافي هو علامة على استهلاك الماء بكثرة.عندما يصبح لون البول أصفر غامق فهذا مؤشر صريح على أن الشخص لم يشرب كمية كافية من الماء. في هذه الحالة ، يُنصح بترطيب أكثر (1.5 إلى 2 لتر من الماء يوميًا). البول الداكن الذي يتحول إلى اللون البني هو أكثر إثارة للقلق. يمكن أن يكون سببه الجفاف الشديد أو مرض الكبد ، بما في ذلك تليف الكبد.

إذا كنت لا تشرب كمية كافية من الماء أو السوائل الأخرى ، يصبح البول أكثر تركيزًا وينعكس ذلك في لونه ورائحته. إذا كان البول داكنًا ورائحته كريهة ، فقد يشير ذلك إلى الجفاف. عندما يكون البول شديد التركيز، فإنه يتسبب أيضًا في تهيج بطانة المثانة. يمكن أن يؤدي ذلك إلى أعراض طارئة تتميز بالحاجة المتكررة لاستخدام المرحاض.

تشمل الحالات التي يمكن أن تؤدي إلى الجفاف الحمى أو أمراض الكلى أو الإسهال أو القيء. يمكن أن يصاب أي شخص بالجفاف ، لكن بعض الأشخاص معرضون لخطر أكبر: الأطفال الصغار أو كبار السن أو الأشخاص المصابون بأمراض مزمنة.

إذا كنت تشك في إصابتك أنت أو غيرك بالجفاف، فمن المهم  التأكد دائمًا من حصولك أنت أو الشخص الذي تقوم على رعايته على كمية كافية من السوائل.

يمكن الخلط بين البول الذي تنبعث منه رائحة قوية ولون غامق و أعراض عدوى المسالك البولية عديمة الأعراض أو البيلة الجرثومية.

لون البول أخضر ورائحته كريهة

كونه ليس اللون الطبيعي للبول لا يعني أن هذه الحالة تثير القلق عادة، يحدث هذا بسبب تناول كميات كبيرة من ملونات الطعام الزرقاء أو الخضراء. إن تناول الهليون ، على سبيل المثال ، يمكن أن يجعل البول يتحول إلى اللون الأخضر قليلاً. وإذا كنت قد تساءلت يومًا عن سبب الرائحة الكريهة للبول في كل مرة يتخلص منه جسمك منه ، فهذا بسبب بعض الأحماض الأمينية الموجودة في الهليون والتي، من خلال تحللها أثناء الهضم ، تعطي هذه “الرائحة” . يمكن أن يشير اللون الأزرق أو الأخضر أيضًا إلى تناول كميات كبيرة من الفيتامينات والأدوية. إذا لم يكن الأمر كذلك فيجب طلب المساعدة من مختص مسالك بولية، حيث يمكن أن يكون البول الأزرق علامة على اضطراب وراثي نادر ، متلازمة دروموند.يمكن أن يكون أيضًا التهابًا في المسالك البولية.كما يمكن أن ينتج البول الأخضر أيضًا من عدوى بكتيرية، خاصة في المرضى الذين يعانون من قسطرة بولية، أو من الكالسيوم الزائد.

اللون الوردي أو الأحمر للبول

إذ كنت قد تناولت التوت الأسود أو الشمندر، فلا داعي للذعر . يمكن لبعض الأطعمة ذات اللون الأحمر أن تغير لون البول. إذا لم يكن الأمر كذلك ، فقد يكون علامة على وجود دم في البول ، أو علامة على وجود عدوى في المسالك البولية (مثل التهاب المثانة) أو مشكلة في الكلى أو البروستاتا. يمكن أن يشير أيضًا إلى تعاطي المخدرات بكثرة. إذا لم يعد البول إلى لونه المعتاد خلال 24 ساعة، فيجب استشارة الطبيب فورا. في الحالات الأكثر خطورة ، قد يشير اللون الوردي أو المحمر للبول إلى وجود سرطان الكلى أو تضخم البروستات أو حصوات في المثانة.

رائحة البول والحمل

خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل ، تكون الرائحة نفاذة إلى حد ما بسبب هرمونات الحمل وهذا شيء طبيعي للغاية ولا يستدعي استشارة طبية. ويحدث أيضا خلال مرحلة انقطاع الطمث تغير في رائحة البول، حيث تنخفض مستويات هرمون الاستروجين وتضعف الفلورا المهبلية الواقية ، مما يتسبب أحيانا في الإصابة بالتهابات المسالك البولية، ما ينتج عنه رائحة قوية للأمونيا في البول. هذا هو الحال أيضًا أثناء فترة التبويض.

رائحة البول مثل السمك

بعض الأطعمة مثل الهليون والسمك والبصل والثوم لديها القدرة على نقل رائحة الكبريت إلى البول، والتي تستمر طوال فترة هضمها. إنه ميثيل مركابتان، وهو منتج كبريت يعطي هذه الرائحة الخاصة جدًا. وتوجد العديد من الأغذية التي تحتوي على البروتينات والتي  لها نفس هذا التأثير مثل الصويا والعدس والفول وهي البروتين النباتي الذي يحتل المرتبة الأولى ، مما يترك رائحة قوية في البول. كما أن الاستهلاك الكبير من البروتينات الحيوانية مثل حليب البقر والبيض واللحوم والأسماك والمأكولات البحرية يمكن أن يسبب رائحة تشبه الأمونيا.

يمكن أن تسبب عدوى المسالك البولية أو عدوى الخميرة (التي تسببها أحيانًا الأمراض المنقولة ج نسيًا مثل الكلاميديا) رائحة قوية للبول. عادة ما يكون مصحوبًا بأعراض أخرى مثل الحروق المهبلية أو البولية والضغط والحث المتكرر على التبول. يمكن أن تسبب العدوى الإشريكية القولونية رائحة شديدة للبول. يمكن أيضًا الشعور برائحة الأمونيا في بعض أنواع العدوى الأخرى.

رائحة البول مثل الدواء

يمكن أن تكون بعض المكملات الغذائية التي تحتوي على فيتامين ب أو بعض الأدوية مثل السلفوناميدات (مضادات السكر عن طريق الفم) مسؤولة عن رائحة الكبريت. كما أن تناول بعض المضادات الحيوية مثل البنسلين يمكن أن يترك رائحته القوية في البول ويمكن التخلص من هذه الرائحة بعد انتهاء فترة العلاج، و أيضا الترطيب الجيد ضروري لتقليل هذا الإزعاج.

متى يجب زيارة الطبيب

يجمع بعض الأخصائيين أن التغييرات في رائحة البول تكون مؤقتة في العادة وليست دائمًا علامات على المرض.لكن إذا لاحظ المريض بعض الأعراض المصاحبة لتغير لون البول، على سبيل المثال إذا كان يعاني من ظهور الحمى أو القشعريرة، أو يعاني من الألم أثناء التبول، مع الشعور بالألم في الظهر وهذا أثناء وجود رائحة بول غير طبيعية. فقد تكون هذه الأعراض دليل على حالة صحية خطيرة مثل التهاب في المسالك البولية أو أمراض أخرى، ويجب زيارة الطبيب فورا لأخذ العلاج المناسب.