الإسقاط النجمي
مر العديد من الأشخاص حول العالم ومن مختلف المعتقدات والديانات بتجارب روحانية غريبة تدعى الإسقاط النجمي، وهي ظاهرة تشبه إلى حد ما النوم ، أو انفصال الروح عن الجسد،أو نوع معين من الأحلام الواعية. فمنهم من وصفها على أنها شعور بالخروج من أجسادهم ، كما لو أن أذهانهم تطفو فوق فراشهم.يتحدث آخرون عن نوع من الانفجار داخل رؤوسهم .حتى أن هناك البعض ممن يرون أنه نوع من الأحلام حيث يقوم اللاوعي حرفيا بتعيين بيئتهم لجعلهم يتحركون في عالم يشبه الحلم البحت.
جدول المحتويات
ما هو الإسقاط النجمي
هذه الظاهرة القديمة بقدم الزمان يمكن أن تحدث بواسطة تقنيات وطقوس واعية، ولكن يمكن تحدث بطريقة لا إرادية تماما أيضا. كما هو الحال في بعض الحالات التي تكون قاب قوسين أدنى من الموت. حيث يمكن أن تكون الصدمة أو المرض أو الحرمان من الماء والطعام (كما في حالة بعض طقوس الهنود الحمر) سببًا في الإسقاطات النجمية. كل هذا دفع المجتمع العلمي إلى اعتبار هذه الظاهرة مظهرًا دماغيًا لرد فعل البقاء على قيد الحياة.عندما يشعر الدماغ أنه يحتضر ، فإنه يطلق كميات هائلة من الهرمونات التي قد تسبب حدوث هذا الأمر الجلل.
كان هذا من الناحية العلمية التي تتجاهل وجود الروح أو أي فكرة روحانية. أما إذا اعتبرنا أن الروح جزء غامض من وجود الإنسان، فإن الإسقاط النجمي يمكن أن يكون حقيقة من حيث أنه سيتوافق مع انفصال بين الروح والجسد.سواء كانت هذه التجربة ناتجة عن حالة قريبة من الموت ، أو عن طريق تناول عقاقير نفسية أو عن طريق بعض أساليب التأمل والاسترخاء أو حتى ممارسات وطقوس دينية. إذا الإسقاط النجمي هو انفصال الروح عن الجسد للتأمل خارجه بطريقة واعية تماما.
طريقة الإسقاط النجمي
توجد العديد من الطرق والممارسات للوصول إلى الإسقاط النجمي، وهذا راجع لاختلاف الثقافات والمعتقدات في المجتمع،وأيضا الدافع وراء هذا الطقس.
فالطريقة الأكثر شيوعا هو الاسترخاء داخل غرفة هادئة بعيدا عن الضوضاء و الموسيقى، كما يجب اختيار وضعية جلوس مريحة أو الاستلقاء على الظهر، ويجب في هذه الأثناء التخلص من جميع المجوهرات وأيضا الساعات، أيضاً يجب ارتداء ملابس فضفاضة وتصفية الدهن تماما. ويجب ترديد فكرة أن الشخص سيغادر جسده بطريقة واعية ليطفو في الكون ثم يعود.
بعض الأشخاص الذين يمارسون هذا النوع من الطقوس يواظبون على وضع أحجار كريمة فوق الجبهة أو حول العنق اعتقادا منهم أنها تملك طاقة كبيرة تساعد الروح على مغادرة الجسد المادي.
فوائد الإسقاط النجمي
فوائد الإسقاط النجمي أو أهداف الإسقاط النجمي إذا صح التعبير، هي مجرد غايات بشرية لا يستطيع الإنسان الوصول إليها بالطريقة المادية. فجهل الإنسان للمستقبل دفع تفكيره إلى إمكانية الخروج من الجسد والسفر عبر الزمن، وكذلك معرفة ما سوف يحدث مستقبلاً.
وبعض الممارسين لهذا الطقس غايته هو معرفة ذاته وكينونته ووصوله للسمو، لان حسب معتقداتهم الجسد هو وعاء فاني يعيق الروح، والتحرر من هذا الوعاء يسمح للفرد الوصول إلى ما وراء الطبيعة ومشاهدة أشياء لم يصل لها من قبل، وربما محاورة أشخاص قد وافتهم المنية منذ سنين. بل أحيانا زعم البعض أنا كانت لهم مواجهة مع الجن وكائنات مظلمة حاولت تلبس روحهم او السيطرة على أجسادهم. وهذه مجرد تصريحات أشخاص ولا يوجد إثبات على ذلك.
أضرار الإسقاط النجمي
كسائر الطقوس والممارسات الروحانية للإسقاط النجمي عدة أضرار جسدية وأخرى روحية. حيث ثبت أن الأشخاص الذين يعانون من الأمراض القلبية يمكن أن يصابوا بأزمة قلبية نتيجة الذعر أو الخوف من دخول عالم جديد. لذلك على هذه الفئة تجنب هذه الطقوس تماما. كما أن الأشخاص الذين يعانون من أزمات نفسية او يتعاطون بعض الأدوية النفسية كمضادات الاكتئاب، لديهم قابلية كبيرة لتفاقم وضعهم النفسي بسبب هرمونات تفرز داخل الدماغ خلال هذه الطقوس. ويمكن إدراج حتى المدمنين على الكحول والمخدرات. لذلك ينصح أن يكون ممارس هذا الطقس بصحة جسدية وعقلية جيدة.
ومن بين الأضرار العقلية التي يجب الحذر منها والتي تصطحبها ممارسة الإسقاط النجمي وهي ثلاث أوجه :
الخداع: سيُظهر هذا العالم الموازي للشخص كل ما يريد رؤيته، إذا كنت غير قادر على التحكم في أفكارك وعواطفك. لذلك، يمكنك مواجهة خوفك الأكبر وجهًا لوجه، أو أن تعيش أحلام اليقظة.
مما قد يغرقك في خيبة أمل كبيرة بمجرد استيقاظك.
التلبس: ليس من المستحيل أن يدعو المسافر خلسة نفسه في الرحلة. يمكن أن يلتقي بكائنات غريبة وبعضها مظلم وغامض . لكن في أسوأ السيناريوهات التي يمكن أن تحدث للشخص خلال عودته من هذه الرحلة أنه يمكن أن يعود مسكنًا بكيان ضار ويصعب التخلص منه.
الاكتئاب: قد يكون الاتصال بالنجم عاطفيًا جدًا. إذا لجأت إليها من أجل الهروب من الحياة اليومية ، فإن اللحظة التي يتعين عليك فيها العودة إلى عالمك غير الكامل ستكون صعبة للغاية. يمكن أن تصبح هذه الرحلات رعبا حقيقيًا يخلق اختلالات نفسية.
الإسقاط النجمي في الإسلام
ذكرت الروح في القرآن الكريم حيث تعتبر لب وجود الشخص حيث قال الله تعالى في كتابه :
“الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون” – الزمر 42.
ومن هنا نجد أن الإسقاط النجمي ممكن تمامًا في الإسلام لأنه يوجد انفصال للجسد عن الروح.نفهم من خلال هذا أن روحنا لا تعتمد بشكل مطلق على أجسادنا وأن ترك الجسد ليس دائما مرادفًا للموت. كما أن معجزة الإسراء والمعراج يفسرها العلماء على أنها رحلة روح، لكن البعض الآخر يجزم بأنها كانت رحلة روح وجسد معا وهذا ما جعلها معجزة.
وحكم هذا النوع من الممارسة محرم لدى مذهب السنة، ويعتبر نوعا من أنواع الدجل والشعوذة،لان أهدافه هو الوصول إلى الكمال والاستعانة بقوى غير طبيعية والتنجيم. كما أنه حسب تفسير العلماء باب من باب الشرك الذي لا يغتفر. بينما مذهب الشيعة لديهم تسمية تدعى ” انسلاخ الروح” ومفهومها قريب جدا من الإسقاط النجمي. فيقومون بممارسة تسمى الوصول الى الله وتكون بواسطة قراءة الأذكار والقرآن. حيث يصلون في أخر الأمر إلى سمو الروح والتأمل في ملكوت الله، ولكن لا توجد دلائل حتمية على أنها نوع من الإسقاط النجمي.
الديانات الأخرى والإسقاط النجمي
هذا النوع من الممارسات والطقوس ليس بشيء جديد، بل جذوره تمتد لحضارات قديمة قد خلت. حيث وجدت رموز ومنحوتات تشير لهذا المفهوم في مختلف الحضارات. فلدى الحضارة الفرعونية كانت اليدين المرفوعتين فوق التماثيل أو الرسومات الهريوغارفية تعني صعود الروح وتعرجها أو ما يسمى حاليا بالإسقاط النجمي.
وينتشر هذا النوع من الطقوس أيضا لدى الحضارات الآسيوية فالصين مثلا كانت السباقة ولا زالت رائدة في هذه المجال خصوصا في الديانة البوذية التي تعتبر الإسقاط النجمي من أسمى مراحل التصوف. كما نجد مظاهر الإسقاط النجمي في الثقافة الهندوسية، وتوجد بعض الدلائل في الإنجيل أيضا لدى المسيحيين.