إنجازات البيروني في الفلك

البيروني هو عالم رياضيات وفلكي وفيزيائي وفيلسوف، وقد درس نظرية دوران الأرض حول محورها وأيضا دورانها حول الشمس. التقى البيروني مع ابن سينا ​​اللامع، والذي كون معه متعاونًا وثيقًا.لهذا إنجازات البيروني في الفلك هي ثورية.

قصة البيروني

أتقن البيروني العديد من اللغات، ولم تكن اليونانية والفارسية والعربية عقبة بالنسبة له. كما أتقن اللغة السنسكريتية والهندية والعديد من اللهجات الهندية الآرية الأخرى. ولكونه من هواة التاريخ، فقد نشر عملاً مرجعيًا بعنوان “تاريخ الهند” .

وكان البيروني أيضا عالماًّ لامعاً في العصور الوسطى في العصر الذهبي للإسلام. حيث كانت هذه الفترة بمثابة عصر الأنوار عند المسلمين، عندما كان علماء المسلمين سابقين لعصرهم في كل العلوم.

لماذا سمي البيروني بهذا الاسم

ولد أبو حيان  في إحدى ضواحي كاث، في خوارزم، التي كانت تابعة لبلاد فارس لعدة قرون، وتوجد حاليًا في أوزبكستان، بالقرب من أورجينتش الحالية. واسمها يأتي من بيرون الفارسية التي تعني الخارج، أي ضاحية (كاث). تم تغيير اسم قريته إلى بيروني من بعده.ويقال أيضا أن لكثرة تواجد خارج البلاد سمي بالببيروني اي الخارجي. وقد درس الرياضيات وعلم الفلك على يد أبي نصر منصور. وكان زميلاً للفيلسوف والطبيب ابن سينا، والمؤرخ والفيلسوف ابن مسكويه، في جامعة علمية أنشأها الأمير أبو العباس مأمون خوارزمشاه. كما سافر إلى الهند مع محمود الغزنوي ورافقه في حملته، فتعلم اللغة، ودرس دينهم وفلسفتهم، وكتب كتابًا عن اكتشافاته. وكان يعرف أيضًا اليونانية، وتقول بعض المراجع أنه أتقن أيضا السريانية والأمازيغية. بينما كتب كتبه بالفارسية لغته الأم والعربية.

وفاة البيروني

ولد عام 973 لعائلة إيرانية. وقضى السنوات الخمس والعشرين الأولى من حياته في وطنه حيث تلقى تدريبًا علميًا متعمقًا. ودخل في مراسلات مع معجزة بخارى الشاب، ابن سينا. وفي بلاط جرجان، جنوب شرق بحر قزوين، قام بتأليف أول عمل رئيسي له،الذي يتناول التقويمات والمسائل الرياضية والفلكية والأرصاد الجوية.

ثم عاد إلى بلاده قبل عام 1008، واستقبله الأمير أبو الحسن علي بن مأمون وبقي سبع سنوات في خدمة أخيه الذي، بسبب فصاحة وذكاء البيروني كان يعهد إليه بالأعمال والمهمات سياسية حساسة

وبعد اغتيال ولي أمره، أُخذ مع كثير من العلماء أسيراً إلى أفغانستان. وهو الآن محتفظ به في بلاط غزنة، بصفته منجمًا رسميًا بلا شك. وقد رافق السلطان في العديد من حملاته العسكرية إلى شمال غرب الهند. أتيحت له الفرصة لتعلم اللغة السنسكريتية واللهجات المختلفة وسجل في كتابه وصف الهند الكم الهائل من المعرفة التي أتيحت له بعد ذلك فرصة جمعها. ولا شك أنه توفي بغزنة عن عمر يناهز الثمانين عامًا في 13 ديسمبر سنة 1048.

إنجازات البيروني في الفلك

وفي مجال علم الفلك، يركز البيروني على جوانب الكون والقوانين التي تحكم النجوم. وطبق طريقة لحساب محيط الأرض يسميها العلماء الغربيون “قاعدة البيروني”. وقام مع أبو الوفا بمراقبة متزامنة لخسوف القمر في 24 مايو 997 من كاث، مكان عمله، ومن بغداد حيث يقيم زميله. النتائج التي تم جمعها تسمح له بحساب الفرق في خط الطول بين المدينتين. ونجد في مؤلفاته أطروحة عن دوران الأرض حول محورها وتعليقات على شكلها الكروي يبررها كما هو موضح في هذا المقتطف من “القانون المسعودي”: “إذا كان الراصد لا يزال لديه بعض الشكوك حول الانحناء للأرض، فلنرجع للتأكيد إلى حجة أخرى، وهي ظلها. جسم مستدير، ظل دائري. وإذا راقبنا ظل الأرض المسقط على القمر، نرى أن حوافه مستديرة، خاصة أثناء الخسوف الكلي؛ يمكننا بعد ذلك أن نرى محيط الأرض بأكمله تقريبًا يُسقط ظلها بالإضافة إلى كرويتها. ولذلك لا يمكن أن يكون هناك شك فيما يتعلق بشكل الأرض: فهي مستديرة من جميع جوانبها.قد أورد البيروني في كتابه مفاتيح علم الفلك حيث جمع جميع الصيغ المعروفة في علم حساب المثلثات التي تطبق على الفلكة، وقد برهن على معظم النظريات، وأشهرها نظرية هي نظرية التناسب بين أضلاع المثلث و جيب الزوايا المتقابلة.

إنجازات البيروني في الجغرافيا

يعد كتاب “تحديد إحداثيات الأماكن لتصحيح المسافات بين المدن” تحفة البيروني في الجغرافيا الرياضية. وفيه لم يدافع فقط عن دور العلوم الرياضية ضد هجمات علماء الدين الذين لم يتمكنوا من فهم فائدة العلوم الرياضية، بل قام أيضًا بتفصيل كل ما يحتاج المرء إلى معرفته حول تحديد خطوط الطول ودوائر العرض على الأرض. وقد توج تلك المناقشة الخاصة بحل للمشكلة المثلثية الكروية المعقدة إلى حد ما المتمثلة في تحديد اتجاه مكة على طول الأفق المحلي في غزنة. إلى جانب كونها مشكلة رياضية صعبة، فإن تحديد اتجاه مكة هو مطلب ديني لأداء الصلوات الخمس اليومية في الإسلام. وهكذا، لم يفوت البيروني فرصة لإثبات الدور المفيد جدًا للعلوم الرياضية في الدين فحسب، بل استغل الفرصة أيضًا (كما فعل في أطروحته عن علم التنجيم) ليشمل مسائل علمية أخرى. على سبيل المثال، أثار تساؤلات حول تكوين الجبال وشرح وجود الحفريات هناك من خلال افتراض أن الأرض كانت تحت الماء ذات يوم. (كما أثار هذه الأسئلة في كتابه عن الهند). وفي كلتا الحالتين تعامل مع هذه الأمور بموضوعية علمية تتطابق مع التفسير الحديث.