لماذا استبعدوا كوكب بلوتو

بلوتو هو ثاني أكبر كوكب قزم معروف في النظام الشمسي، وعاشر أكبر جسم معروف يدور حول الشمس. لكن العلماء قرروا حذفه من كواكب المجموعة الشمسية لعدة أسباب.ولنتعرف لماذا استبعدوا كوكب بلوتو .

لماذا استبعدوا كوكب بلوتو

بلوتو هو كوكب قزم يقع على مشارف النظام الشمسي، خلف مدار نبتون. حيث تم اكتشافه عام 1930 من قبل عالم الفلك الأمريكي كلايد تومبو، واعتبر الكوكب التاسع في النظام الشمسي لعدة عقود. أعيد تصنيفه على أنه “كوكب قزم” في عام 2006 من قبل الاتحاد الفلكي الدولي بسبب حجمه الأصغر من بعض الأقمار وخصائصه المميزة مقارنة بالأجسام الصخرية الأخرى في النظام الشمسي.  ومع ذلك، فإن بلوتو أكبر من بعض الأجرام السماوية الأخرى في حزام كويبر، وهي المنطقة الفضائية التي يقع فيها.

كما أن بلوتو كوكب قزم يبلغ حجمه حوالي ثلثي حجم قمرنا. وعلى الرغم من أن كثافته أقل من كثافة الكواكب الأرضية، إلا أنه يمتلك أيضًا بنية داخلية متعددة الطبقات. ويتكون سطحه من خليط من الجليد الذي يتكون بدوره من صقيع الميثان والنيتروجين. ومثل الأجسام الأخرى في حزام كويبر، من المحتمل أن يكون لبلوتو نواة صخرية ووشاح جليدي.

المسافة بين كوكب بلوتو والشمس

بسبب الانحراف الواضح لمداره، تتراوح المسافة بين بلوتو والشمس بين 29 وحدة فلكية عند الحضيض الشمسي و 49 وحدة فلكية عند الأوج. وبالقرب من الحضيض الشمسي، يكون بلوتو أقرب إلى الشمس من نبتون. ومع ذلك، فإن الحضيض الشمسي لبلوتو، نظرًا لميل مداره، لا يقع ضمن مدار نبتون، ولكنه أعلى بكثير من دائرة البروج. وكان هذا هو الحال بين 7 فبراير 1979 و11 فبراير 1999. وتظهر الحسابات الرياضية أن الظاهرة حدثت لمدة 14 عامًا فقط بين 11 يوليو 1735 و15 سبتمبر 1749 ولمدة 20 عامًا بين 30 أبريل 1483 و23 يوليو 1503. و تشير الدراسات الحديثة إلى أن كل عبور لبلوتو داخل مدار نبتون يستمر بالتناوب وحوالي 13 و20 عامًا، مع اختلافات طفيفة.

كم عدد أيام السنة في كوكب بلوتو

يوم بلوتو هو 6.4 يوم أرضي وهو يقع على مسافة متوسطة تبلغ 2.7 مليار كيلومتر من الأرض، ويعتبر بلوتو بقعة ضوء خافتة حتى في أكبر التلسكوبات لدينا. لهذا كل المعلومات التي نملكها لحد الساعة عن هذا الكوكب، هي فقط فرضيات علمية وايضا معادلات رياضية وصور التقطت بواسطة مركبات فضائية أو تلسكوبات عملاقة في امل ان تتمكن بعض المركبات الوصول لهذا الكوكب الذي شكل لغزا لعدة عصور.

شكل كوكب بلوتو من الداخل

يتكون سطح بلوتو في الغالب من جليد الميثان، الذي يشكل حوالي 98% من المواد الموجودة على سطحه. وتظهر الصور التي قدمها مسبار نيو هورايزنز أن نصف الكرة الأرضية المواجه للقمر شارون يحتوي على المزيد من جليد الميثان بينما يحتوي الجانب المقابل على المزيد من أول أكسيد الكربون و جليد النيتروجين.

كما يصل ارتفاع أعلى جبال بلوتو إلى حوالي 2 إلى 3 كيلومترات. وتتكون هذه الجبال أساسًا من كتل من الجليد المائي، ويمكن أحيانًا تغطيتها بالغازات المتجمدة مثل الميثان. و إضافة إلى ذلك فإن وجود المنخفضات والوديان الممتدة على مسافات تصل إلى 600 كيلومتر يمنح هذا الكوكب القزم خصائص جيولوجية ملحوظة.

بينما لا تحتوي السهول، التي تتكون أساسًا من غاز النيتروجين المتجمد، على أي حفر، مما يشير إلى وجود آلية حمل حراري نشطة تميل إلى محو الحفر. وتشير الصور أيضا التي قدمها مسبار نيو هورايزنز إلى وجود براكين جليدية تعد مصادر حرارتها أكثر أهمية مما كان يُعتقد سابقًا.

كتلة كوكب بلوتو

يعد قطر بلوتو واحدًا من أقل العوامل الفيزيائية دقة وأكثرها صعوبة في قياس العوامل الفيزيائية، كما أنه المصدر الرئيسي لعدم اليقين في العوامل المشتقة الأخرى، مثل الكثافة. كما أن المسافة الكبيرة جدًا التي يقطعها مع حجمه الصغير تجعل من المستحيل حل قرص بلوتو بدقة، وبالتالي تمنع إجراء قياسات “مباشرة” لإبعاده، وسواء باستخدام تلسكوب هابل الفضائي أو باستخدام الأجهزة الأرضية المجهزة بالبصريات التكيفية. والقياسات الحالية المستندة إلى احتجابات النجوم بواسطة بلوتو واحتجابات بلوتو بواسطة شارون لا تتفق تمامًا، وتعتمد تفسيرات هذه الاختلافات على النماذج المستخدمة لتحليل البيانات وايضا الفرضيات، خاصة فيما يتعلق بالغلاف الجوي للكوكب القزم العجيب. تتضمن القيمة المقبولة عمومًا وهامش الخطأ البالغ 2306 ± 20 كيلومترًا في الواقع الاختلافات في النتائج من طرق القياس المختلفة.

مناخ ودرجة حرارة كوكب بلوتو

يتمتع كويكب بلوتو بغلاف جوي رقيق يتوسع عندما يقترب من الشمس وينهار عندما يتحرك بعيدا، مثل المذنب. ويعد النيتروجين الجزيئي المكون الرئيسي لهذا الغلاف الجوي، ولكن تم أيضًا اكتشاف آثار الميثان وأول أكسيد الكربون.

عندما يقترب بلوتو من الشمس، يؤدي تسامي الجليد على سطح الكوكب إلى توليد غلاف جوي رقيق مؤقتًا. ونظرًا لانخفاض جاذبية الكوكب القزم (حوالي 6% من جاذبية الأرض)، فإن هذا الغلاف الجوي يمتد على ارتفاع أكبر بكثير من ارتفاع كوكبنا. ومع ذلك، عندما يتحرك بلوتو بعيدًا عن الشمس، فإنه يبرد بدرجة كبيرة ويمكن أن يتجمد جزء كبير من غلافه الجوي ويتساقط على شكل ثلج على السطح. أثناء تحليقه، اكتشف مسبار نيو هورايزنز وجود طبقات من الضباب في الغلاف الجوي لبلوتو.

وتتراوح درجة الحرارة على السطح بين -226 درجة مئوية إلى -240 درجة مئوية، ولكنها تزداد كلما صعدنا إلى -170 درجة مئوية في الغلاف الجوي العلوي.

دوران كوكب بلوتون

يدور بلوتو حول محوره في 6.387 يومًا، ويميل محور دورانه بمقدار 57.5 درجة بالنسبة إلى مستواه المداري، وهو مرتفع إلى حد ما وغير معتاد في النظام الشمسي وفقط أورانوس لديه ميل مشابه.

كما أدى عمل قوى المد والجزر إلى تقييد فترة دوران بلوتو إلى درجة مزامنتها مع فترة ثورة قمره الرئيسي، شارون وبما أن الفترتين متساويتين، فإن شارون يكون دائمًا عموديًا على نفس النقطة من سطح كوكب بلوتو، وبالتالي يبدو شارون ثابتًا في السماء البلوتونية.

أقمار كوكب بلوتو

يرافق بلوتو خمسة أقمار معروفة لحد الساعة هم : شارون، نيكس، وهيدرا، كيربيروس وستيكس. ويعتقد أن هذا النظام القمري قد تشكل بعد اصطدام بين بلوتو وجسم آخر مماثل له في الحجم في وقت مبكر من تاريخ النظام الشمسي.

يبلغ حجم شارون حوالي نصف حجم بلوتو نفسه، مما يجعله أكبر قمر صناعي في نظامنا الشمسي نسبة إلى الكوكب الذي يدور حوله. وغالبًا ما يُعتبر بلوتو وشارون “كوكبًا مزدوجًا”. كما يتمتع شارون بخصوصية أخرى، وهي البقاء باستمرار فوق نفس المكان على سطح الكوكب القزم. وبسبب تزامن فترة دوران بلوتو مع الفترة المدارية لشارون، فإنه يظهر دائمًا نفس الوجه.

أما أقمار بلوتو الأربعة الأخرى فهي أصغر بكثير، ويبلغ قطرها أقل من 100 ميل. وعلى عكس شارون، لديهم شكل غير منتظم وليس كروي. على عكس العديد من الأقمار الأخرى في النظام الشمسي، لا تبقى هذه الأقمار في مدار حول بلوتو بفعل قوة المد والجزر. بل هم جميعًا يدورون ولا يحتفظون بنفس الوجه الموجه نحو بلوتو.